1- تعلم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فإنه خير من يدعو ربه.
2- لمعرفة أن الله يسخط ويرضى ويعفو ويعاقب.
الحديث أخرجه الإمام مسلم ونصه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت افتقدت النبي ذات ليلة، فتحسست فإذا هو راكع أو ساجد يقول: ( سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت )، وفي رواية: فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ).
قال ابن القيم تعليقاً على هذا الحديث: " فاستعذ به منه، وفر منه إليه، واجعل لجأك منه إليه، فالأمر كله له، لا يملك أحد معه منه شيئا، فلا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات إلا هو، ولا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه، ولا يضر سم ولا سحر ولا شيطان ولا حيوان ولا غيره إلا بإذنه ومشيئته، يصيب بذلك من يشاء ويصرفه عمن يشاء.
فأعرفُ الخلقِ به وأقواهم بتوحيده من قال في دعائه: " وأعوذ بك منك " فليس للخلق معاذ سواه، ولا مستعاذ منه إلا وهو ربه وخالقه ومليكه وتحت قهره وسلطانه.
ثم ختم الدعاء بقوله: " لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " اعترافا بأن شأنه وعظمته ونعوت كماله وصفاته أعظم وأجل من أن يحصيها أحد من الخلق، أو بلغ أحد حقيقة الثناء عليه غيره سبحانه، فهو توحيد في الأسماء والصفات والنعوت، وذاك توحيد في العبودية والتأله وإفراده تعالى بالخوف والرجاء والاستعاذة ".